إن تقلبات الأسواق المالية تعني فعلياً التذبذبات العامة لسعر الأسهم خلال مدة زمنية محددة. أحد أشهر الطرق لقياس هذه التقلبات و التي يستخدمها المستثمرون عادة هي مؤشر فيكس (VIX index) أي مؤشر التقلب أو كما يدعوه البعض بمؤشر الخوف.
يقوم هذا المؤشر بقياس توقعات تقلبات الأسعار في السوق خلال الثلاثين يوماً المقبلة, حيث يقوم مؤشر فيكس بقياس التقلبات الضمنية لاستحقاق خيارات مؤشر ستاندرد آند بورز (S&P). فكلما ارتفعت قراءة مؤشر فيكس دلت على ارتفاع تقلبات سوق الأسهم في حين تدل القراءات المنخفضة على انخفاض التقلبات. بعبارة أخرى عندما يرتفع مؤشر التقلب فيكس يتراجع مؤشر S&P الأمر الذي يشير إلى انخفاض أسعار الأسهم و انفتاح فرصة للشراء بأسعار أقل نسبياً.
تعد القراءات دون 12 لمؤشر فيكس منخفضة, بينما تعد القراءات أكثر من 20 مرتفعة. حيث بلغت قراءة أعلى قيمة تقلب يومية على الإطلاق في تاريخ الأسواق الـ 89.5 نقطة في عام 2008.
يتم تحديد حالة المؤشر بين ارتفاع أو انخفاض عند مقارنة المستويات الفعلية لمؤشر التقلب مع المستويات المتوقعة سابقاً, حيث توفر هذه المقارنة توقعا واضحاً لوضع تقلبات الأسواق في المستقبل.
الجدير بالذكر أنه يوجد مؤشرات أخرى مشابهة لمؤشر فيكس تعنى بتقلبات الأسواق الأخرى كأسواق السندات والعملات.
التقلب الضمني
في حال أردنا التوغل أكثر في تقلبات سعرية لسوق معين, فعلينا أن نقوم بدراسة التقلب الضمني والتقلب المحقق, حيث يمثل التقلب الضمني السعر الحالي في سوق معين بناءً على توقعات حركة هذا السوق خلال مدة زمنية محددة.
فالتقلب الضمني هو التقلب المقدر لسعر ورقة مالية معينة. حيث أن التقلبات الضمنية تزداد عندما يتجه السوق بشكل هبوطي، أي عندما يعتقد المستثمرون أن سعر العملة سينخفض مع مرور الوقت، والعكس صحيح حيث ينخفض التقلب الضمني عندما يتجه السوق نحو الصعود, أي عندما يعتقد المستثمرون أن السعر سيرتفع مع مرور الوقت. ويرجع ذلك إلى الاعتقاد السائد بأن الأسواق الهبوطية أكثر خطورة من الأسواق الصاعدة. إن التقلب الضمني هو طريقة لتقدير التقلبات المستقبلية لقيمة الضمان بناء على عوامل تنبؤية معينة.
التقلب المحقق
بينما يقوم التقلب الضمني بدراسة التوقعات لتقلبات السوق في المستقبل, فإن التقلب المحقق يقوم بدراسة الحركة الفعلية للسوق خلال مدة تاريخية محددة. حيث تقوم بعض مؤشرات التحليل الفني مثل مؤشر النطاق الحقيقي المتوسط (ATR) وأشرطة بولينغر بالمسعادة لتحديد ذلك.
يقوم مؤشر النطاق الحقيقي المتوسط (ATR) بتوضيح مقدار حركة أصل معين في إطار زمني معين, حيث يشير تراجع المؤشر إلى نطاقات سعرية ضيقة يليها انخفاض في التقلب بينما يشير ارتفاعه إلى زيادات أكبر في التقلب.
بينما توضح أشرطة بولينغر تزايد التقلبات وتراجعها, حيث تعمل كمستويات ديناميكية للدعم والمقاومة, إضافة إلى أنها توضح حالات الشراء المفرط والبيع المفرط, إذ تتباعد الأشرطة عندما يزيد التقلب في السوق وتضيق عند الانخفاض.
مؤشر الخوف والطمع
إن مؤشر الخوف والطمع CNN هو مؤشر يشتمل على مؤشر التقلب الذي ذكرناه سابقاً. حيث يتم اختبار سبعة عوامل مختلفة لقياس معنويات المستثمرين عن طريق حساب المتوسط المتساوي الأوزان النسبية لكل عامل بذاته.
يتم قياس هذا المؤشر على مقياس من صفر حتى الـ 100, حيث يكون صفراً في حال الخوف الشديد عند المستثمرين و يبلغ الـ100 عند الطمع الشديد, بينما تمثل قيمة 50 نقطة متعادلة, فهذا المؤشر هو الدليل الأمثل لمعرفة متى يبلغ الخوف ذروته.
تظهر القراءات التاريخية لمؤشر الخوف والطمع إمكانية الاعتماد عليه للاستدلال على نقاط التحول الكبيرة في الأسواق, فعلى سبيل المثال, أدى انهيار سهم ليمان براذرز (lehman brothers) خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008 إلى تراجع مؤشر الخوف والطمع إلى قيم متدنية جداً بلغت جد الـ 12 نقطة, بينما اتجه بصعود كبير بلغ الـ 90 نقطة في ظل الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسواق الأسهم عند الحزمة الأخيرة لشراء الأصول من برنامج الاحتياطي الفدرالي (QE4).